قالت شبكة (سي أن بي سي) الأمريكية نقلا عن محللين اليوم الاربعاء، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو مستعد لأن يفعل أي شيء للعودة للحكم من أجل إنقاذ نفسه من المحاكمة بتهم الفساد التي قد تستمر لسنوات.
وأشارت الشبكة في تقرير عن انهيار الائتلاف الحاكم في إسرائيل بعد عام من تشكله إلى أن نتنياهو الأطول خدمة في تاريخ رئاسة الوزراء في إسرائيل يريد العودة للحكم أكثر من أي شخص آخر وأنه يجب عدم الاستهانة به.
ولفتت إلى أن إسرائيل تعتزم إجراء انتخاباتها الخامسة في غضون ثلاث سنوات، بعد أن وصل التحالف “الأكثر تنوعًا وغير المحتمل” في تاريخ البلاد – وهو الذي ضم الوسطيين واليمينيين واليساريين وحتى الإسلاميين – في النهاية إلى مستوى من الجمود لم يكن بإمكانه التغلب عليه بعد سنة واحدة فقط.
وأوضحت أنه قبل تشكيل هذا الائتلاف، مرت إسرائيل بأربع انتخابات في غضون عامين، كل واحدة منها غير حاسمة بما يكفي لفرض انتخابات أخرى، في حين شهدت آخر عملية تشكيل حكومة في إسرائيل قبل عام واحد تقريبًا إقالة نتنياهو من منصبه بعد 12 عامًا.
وأعتبرت الشبكة أن مأزق إسرائيل الحالي يعكس “الاستقطاب المتزايد” فيها فضلاً عن وجهات النظر المختلفة تمامًا حول اتجاه البلاد.
فرصة ثانية
ورأت أن ذلك يوفر أيضًا فرصة ثانية محتملة لنتنياهو، الذي يحظى حزبه اليميني، الليكود بأداء جيد في استطلاعات الرأي المحلية.
وفي تصريحات أخيرة أعرب نتنياهو عن سعادته بانهيار الائتلاف قائلا: “هذا المساء خبر رائع لمواطني إسرائيل… هذه الحكومة ستعود إلى ديارها”.
وذكرت الشبكة الأمريكية أن نتنياهو البالغ من العمر 72 عامًا هو شخصية مثيرة للجدل في السياسة الإسرائيلية، وغالبًا ما يوصف بأنه شخصية “إما أن تحبه أو تكرهه”.
وأشارت إلى أن نتنياهو أثار غضب العديد من أعضاء حزبه العام الماضي عندما رفض التنحي على الرغم من التحقيق معه في عدد من تهم الفساد، مضيفة أن محاكمته جارية وقد تستمر عدة سنوات، ولا يوجد قانون في إسرائيل يمنعه من أن يصبح رئيسًا للوزراء مرة أخرى على الرغم من التهم الموجهة إليه.
عودة ليست حتمية
وقال أرون ديفيد ميلر من معهد “كارنيجي” الأمريكي: “عودة نتنياهو ليست حتمية بأي حال من الأحوال… ما زالت مبكرة، ولكن إذا أظهرت حياته السياسية أي شيء على مر السنين، فمن الأفضل عدم الاستهانة به”.
وأضاف: “نتنياهو يريد هذه الوظيفة أكثر من أي سياسي إسرائيلي آخر… أعتقد أنه مستعد لقول وفعل أي شيء تقريبًا لتحقيقه”، لافتا إلى أنه أكثر من مجرد سياسي وأن عودته هي “مسألة بقاء شخصي له”.
وأوضح ميلر أن كونه رئيسًا للوزراء سيكون الطريقة الوحيدة التي يمكنه من خلالها التلاعب بالنظام لإلغاء لائحة اتهامه من خلال بعض الخدع التشريعية“.
ورأت الشبكة أنه إذا فشل حزب نتنياهو (الليكود) وهو الأكبر حاليًا في الكنيست، في الوصول إلى أغلبية 61 مقعدًا في الانتخابات، فسيتعين عليه التحالف مع الأحزاب الأخرى للحصول على هذا العدد، مشيرة إلى أنه مثلما حدث في حزيران (يونيو) عام 2021 هناك مجموعة من الأحزاب عازمة على معارضته بما فيها الأحزاب اليمينية.
تنحي نتنياهو
ولفتت إلى أن بعض قادة الأحزاب أكدوا مرارا أنهم لن يتحالفوا مع الليكود إلا إذا تنحى نتنياهو، لكن حتى الآن، لم يقدم أحد في حزبه بديلاً واضحًا لنتنياهو.
وقالت الشبكة: “أكثر خصومه شراسة على القيادة حتى الآن هو يائير لابيد، مقدم البرامج التليفزيوني السابق الذي شغل منصب وزير الخارجية في الائتلاف المنتهية ولايته”.
واعتبرت الشبكة أن من الأحداث المهمة التي يجب مراقبتها الآن زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى إسرائيل ودول أخرى في الشرق الأوسط الشهر المقبل.
وقالت: “لم يكن فريق بايدن مغرمًا بشكل خاص بنتنياهو، الذي عارض إدارة الرئيس السابق باراك أوباما في السنوات الماضية لتوسيع المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة… وفي حين أوضح البيت الأبيض أنه سيعمل مع أي حكومة منتخبة، من المرجح أن يحاول بايدن تعزيز صورة لبيد خلال زيارته”.
وختمت بالقول: “من المؤكد أنه لا يمكن للمرء أن يفترض أن النتيجة ستكون إما حكومة يقودها نتنياهو أو لبيد… كما هو الحال مع السنوات الثلاث الماضية، وقاعدة الناخبين المنقسمة للغاية، يمكن لإسرائيل ببساطة أن تستمر في السقوط في حكومات ائتلافية أكثر صعوبة، والمزيد من انهيار القيادة والمزيد من الانتخابات”.
