أفضل الروايات الخيالية
برع كثيرٌ من الروائيين بفن الروايات الخياليّة، فبرز هذا النّوع بشكل واضحٍ وجليّ، ويعود ذلك إلى ما يُثيره هذا النوع من الفنون الروائية من إثارة الدهشة والخيال والإمتاع لدى المتلقّي، وفيما يأتي أفضل الروايات الخيالية:
رواية آلة الزمن
آلة الزمن هي أول رواية خيالية ألفها “هربرت جورج ويلز”، وهو كاتب قصص قصيرة بريطاني، وُلد عام 1866م وتوفي عام 1946م، يُعدّ هربرت من مؤسسي الأدب الخيالي العالمي، وتدور أحداث الرواية حول عالمٍ استطاع أن ينتقل بالزمن إلى زمن بعيد، وذلك عبر آلة الزمن التي تمكّن من صنعها، حيث انتقل إلى نحو عام 800,000م.
تمكّن من الكشف عن خطورة الأمر والمستقبل المظلم الذي ينتظر البشر، فقد رأى أن البشرية سيحول أمرها إلى صنفين، الأول هم أحفاد الأغنياء والذين سيكونون أغبياء؛ إذ لا حاجة للذكاء فكل ما يريدونه يستطيعون تحقيقه كحال أجدادهم، فليس هناك داعٍ لإعمال العقل، وقد أطلق على هذه الطبقة اسم “الأيلو”، أما الطبقة الثانية فإنها تمثّل أحفاد الفقراء.
رأى الكاتب أن هذه الطبقة ستتحول إلى حيوانات وهمج، وستعيش تحت سطح الأرض، وستقضي ما تبقى من حياتها كما أجدادها في العمل والكد، وقد أسمى هذه الطبقة “المورولوك” وهناك سمةٌ في هذا الصّنف وهي أنّهم كانوا يستغلّون الجنس الآخر “الأيلو” حيث يتركونه يتغذّى ويتنعم ثمّ أخيرًا يخطفون أحدًا منه ويأكلونه.
اتّبع الكاتب الأسلوب القصصي في عرض أحداثها، ومن ذلك قوله: “توهجت نيران المدفأة وانعكس الضوء الخافت للمصابيح فضية اللون زنبقية الشكل”، تصلح الرواية لمن تجاوز سن الـ 15، صدرت في سلسلة من الأجزاء بين عامي (1894م – 1895م) وتقع في 102 صفحة، فإن قُرأ منها كل يوم سبع صفحات فإنها تستغرق نحو 15 يومًا.
رواية بلد العميان
هي قصة قصيرة ألّفها أيضًا الكاتب البريطاني هربرت جورج ويلز، وتدور أحداث هذه القصة حول مجموعة من الأفراد المهاجرين من طغيان الإسبان في جبال الأنديز، تحدث انهيارات صخرية في جبال الأنديز تعزلهم عمّن سواهم، فيصيبهم وباء في عيونهم يصيبهم جميعًا بالعمى، فتبقى هذه الجماعة في الوادي ويتوارث أبناءهم العمى.
يظهر بطل القصة “نيونز” وقد كان خبيرًا في تسلّق الجبال، لكنّه بينما كان يتسلّق جبال الأنديز وقع في وادي العميان، ثمّ تتصاعد الأحداث بعد ذلك ويحاول العميان جعل هذا الفتى أعمى ويقنعونه أنّ العمى خير من الإبصار ويقتنع بذلك فينضمّ إليهم في العمى، استخدم الكاتب في عرض أحداثه قالبًا قصصيًّا روائيًّا.
يقول فيها: “وسط العدد القليل من سكان ذلك الوادي الذي أصبح معزولًا ومنسيًّا دار المرض دورته، أصبح الكبار يتلمّسون طريقهم ومصابين بعمى جزئي، والشباب يبصرون ولكن برؤية غائمة، أمّا الأطفال الذين أنجبوهم فلم يبصروا على الإطلاق”.
نشرت هذه القصّة عام 1904م وتقع في ثلاثين صفحة، فلو قرأ القارئ حوالي سبع صفحات في اليوم فإنّه يستغرق لإتمامها خمسة أيام تقريبًا، وتصلح هذه الرواية لكل من تجاوز سن 10 سنوات.
رواية القلنسوة الأرجوانية
قصة القلنسوة الأرجوانية هي إحدى القصص الشهيرة التي ألّفها الكاتب الشهير هربرت جورج ويلز، تدور أحداثها حول شخص عادي يدعى “كوميز” يعيش في عالمه الصغير بين بيته ومحلّه التجاري، ثمّ يحدث شجار بينه وبين زوجته ما يدفعه للخروج إلى خارج المنزل، ثمّ يتّجه إلى الغابة.
يقضي وقتًا في الغابة شاردًا يتأمّل، ولكنّه فجأة يرى قلنسوة أرجوانية لا يعلم من أين أتت، أو من الذي رماها هنا، فيحملها ليرى ما شأنها، فيستنشقها ويحدث له ما لم يكن يتوقع، يحدث له ما يجعل حياته تتغيّر وكذلك حاله يتغيّر جذريًّا.
استخدم الأديب الأسلوب القصصي في سرد الأحداث، من ذلك قوله: “كان السّيد كوميز ضجرًا بالحياة، سار مبتعدًا عن بيته التعس، ولضجره من وجود الجميع لا من وجوده فحسب انحرفَ إلى زقاق جاسورك ليتجنب المدينة”.
صدرت هذه الرواية سنة 1896م، تقع في نحو عشرين صفحة حسب الطبعة الحالية، فلو القارئ لو قرأ حوالي سبع صفحات في اليوم فإنّها تحتاج إلى ما يقارب ثلاثة أيام فقط لإنهائها، وأمّا الفئة التي تصلح لقراءتها فهي كل من تجاوز 12 من عمره، وعلى وجه الخصوص الذين يحبّون القصص الخياليّة والخيال.
رواية جزيرة الدكتور مورو
رواية جزيرة الدكتور مورو من أهمّ الروايات العالمية ألّفها كذلك الكاتب “هربرت جورج ويلز”، تدور أحداث الرواية حول بطلها “إدوار بريدينك” الذي يُنقذ بعد غرق سفينته؛ إذ يكون مع اثنين من أصدقائه في سفينة في المحيط، ثمّ يحصل شجار بينهم، فيموت صديقاه ويبقى هو يكابد العطش والجوع، ثمّ تظهر سفينة في المحيط تقله إليها.
نقله “مونتغوموري”، عندما يصل مونتغوموري إلى جزيرته يجبر “بريدينك” على النزول معه، ولكنه يجعله يكمل طريقه سباحة، يجد بريدينك نفسه فجأة في جزيرة الدكتور مورو، حيث تنتشر في هذه الجزيرة مخلوقات ليست بشرًا ولا حيوانات، فإنّها تمتلك صفات غريبة.
وُضِع بريدينك على الشاطئ حتى لا يتمكّن من معرفة سر الجزيرة، لكنّه تمكّن من ذلك وعلم أنّ مورو يقوم بالتعديل على جينات الحيوانات وإكسابها جينات بشرية، ولذا طرد من بلده، ثمّ تتصاعد الأحداث مشكلةً العقدة والحل إلى أن يتمكّن بريديك من الفرار من هذه الجزيرة، نشرت هذه القصة سنة 1896م وتقع في 156 صفحة.
لو أراد القارئ أن يقرأ ما يقارب 7 صفحات في اليوم فإنّه يتمكّن من إنهائها في 23 يومًا، وأمّا فيما يتعلّق بأسلوب كتابتها فهو أسلوب قصصي مخيف يعتمد على الخيال، ومن ذلك قول الكاتب: “سمعت صوت وقع أقدام حافية، وأشياء ثقيلة تُلقى هنا وهناك، وصوت صرير وقعقعة سلاسل”، تصلح هذه القصة لمن تجاوز سن الـ 14 من عمره.
رواية أنا روبوت
أنا روبوت هي مجموعة من قصص الخيال العلمي التي ألّفها إسحاق أسيموف أو عظيموف، وهو كاتب أمريكي ولد في روسيا عام 1920م ومات سنة 1992م، كان كيميائيًّا حيويًّا، له نتاج غزير من المؤلفات؛ إذ له ما يقارب 500 كتاب، وقد كانت أشهر رواياته “أنا روبوت” حيث نالت انتشارًا واسعًا ونجاحًا كبيرًا.
تدور أحداث هذه القصص الخيالية حول الروبوت الذي يسعى لإرضاء البشرية ولا يؤذيهم ويحمي نفسه، وانطلاقًا من هذه المبادئ تدور أحداث القصص داخل هذا الكتاب، حول مستقبل ليس ببعيد، حيث يعيد كل من الإنسان والآلة تعريف الحياة والحب، إذ لم يرضَ العلماء على الروبوتات التي صنعوها أن تبقى محض آلة فقط تنفّذ الأوامر فحسب.
لم يعجب الروبوت أيضًا أن يبقى مجرّد آلة، فسرعان ما بدأ يفهم الإنسان ويقرأ أفكاره، وكذلك أصبح الروبوت يقوم بالمهام السياسية ويمر بالأزمات، وهنا يسأل الروبوت والإنسان: ما البشر؟ وهل انتهت البشرية؟ وذلك كلّه في إطار قصصي يخرج فيه الكاتب الروبوت من جموده ويبعث فيه الحياة.
من ذلك قول الكاتب: “استسلم روبي في الحال وبلا شرط أمام هذا الإنذار الأخير، وأومأ برأسه بقوة حتى طنّت رقبته المعدنية”، نشر هذا الكتاب سنة 1950م وتقع صفحات هذا الكتاب في 240 صفحة، ولو قرأ القارئ كلّ يوم 7 صفحات منها فإنّه يستغرق في قراءتها 35 يومًا تقريبًا، وهذه القصة تصلح لمن تجاوز الـ 14 من عمره.