عبر خطة مركزية مدعومة من أعلى المستويات، يتطلع الدوري السعودي لجذب نخبة من أشهر نجوم كرة القدم العالميين للانضمام إلى النجم البرتغالي كريتسيانو رونالدو في البطولة المحلية الأشهر في البلاد، حيث أشهرت السعودية سلاح المال وفتحت خطوط تفاوض مع هؤلاء اللاعبين، ومنهم ليونيل ميسي وكريم بنزيما ولوكا مودريتش وسيرجيو بوسكيتس وجوردي ألبا وغيرهم، وفقا لما نشرته صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية.
3 نجوم لكل فريق كبير
وتنقل الصحيفة عن أحد الأشخاص المطلعين على الخطة، أن الخطة “المركزية” يمولها صندوق الاستثمارات العامة السعودي، وتقضي بجذب 20 من أكبر نجوم العالم، على أن تضم الفرق الأربعة الكبيرة 3 لاعبين أجانب كبار لكل فريق، فيما يتم توزيع اللاعبين الثمانية المتبقين على الفرق الـ12 الأخرى في الدوري.
• “إل موندو ديبورتيفو” الإسبانية تكشف سر رغبة السعودية في ضم نجوم كرة القدم
واعتبرت الصحيفة أن تلك الحملة مماثلة لتلك التي بدأتها السعودية للاستحواذ على نجوم الجولف العالميين لبطولتها التي أنشأتها بتمويل من الصندوق السيادي أيضا وحملت اسم LIV، وأثارت نزاعا قضائيا مع رابطة PGA الأمريكية للجولف، بسبب استقطاب الرياض لنجوم اللعبة عبر الأموال الطائلة.
وأضافت أن قوائم بأسماء اللاعبين المستهدفين وضعت بالفعل وجرى أيضاً تأميل التمويل اللازم لذلك.
ولتحقيق ذلك، تشير الصحيفة إلى أن الأندية السعودية تتواصل بالفعل مع اللاعبين الذين يتقبلون فكرة الانتقال إلى المملكة من خلال عرض عليهم رواتب سنوية هي الأعلى في تاريخ الرياضة.
وبينت أن مثل هكذا صفقات تتطلب أكثر من مليار دولار لأجور حوالي 20 لاعباً أجنبياً.
رونالدو نموذجا
وتقول الصحيفة إن رونالدو، أفضل لاعب في العالم 5 مرات، كان أول المستهدفين من قبل الدوري السعودي.
وانضم رونالدو لنادي النصر السعودي بعد مونديال قطر في صفقة قيل إن قيمتها وصلت إلى 200 مليون دولار في الموسم الواحد.
ورغم عدم تحقيقه أي بطولة مع النادي لغاية الآن، لكن المسؤولين في الدوري السعودي يعتقدون أن تواجد رونالدو يُمثل انتصاراً، لأنه ضمِن اهتماماً غير مسبوق بالدوري السعودي الممتاز.
ومنذ وصول رونالدو، كان الدوري السعودي يدرس ما إذا كان سيُنسق مركزياً بشأن المزيد من التعاقدات الضخمة، وتوزيع المواهب بالتساوي بين الأندية الكبرى، وفقاً لمقابلات أجرتها الصحيفة الأمريكية مع وكلاء ومديرين تنفيذيين تليفزيونيين ومسؤولين رياضيين سعوديين ومستشارين تم تعيينهم لتنفيذ المشروع.
ووفقاً لما نقلته (نيويورك تايمز) عن أشخاص على اطلاع بالمشروع، فإن الدوري وليس الأندية، سوف يتفاوض مركزياً بشأن انتقالات اللاعبين ومن ثم يحدد وجهتهم لناد معين.
نموذج الجولف
وتشير الصحيفة إلى أن هذا النموذج مشابه للنموذج الذي استخدمه الدوري الأمريكي لكرة القدم أثناء بناء ملفه الشخصي العالمي، لكن التعاقدات المركزية تعد خروجا عما هو معتاد في معظم أنحاء العالم، حيث تكتسب الأندية اللاعبين بشكل مباشر وتتاجر بهم بشكل مستقل.
وتضيف الصحيفة أن الكثير من الأموال المستثمرة في الدوري والأندية في الآونة الأخيرة جاءت من صندوق الثروة السيادي، الذي يرأسه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
وتُشير إلى أن الصندوق وقع اتفاقيات تجارية مدتها 20 عاماً بقيمة عشرات الملايين مع الأندية الأربعة الأكثر شهرة في الدوري السعودي الممتاز.
ستتطلب هذه الصفقات من الفرق الأربعة، اثنان من الرياض واثنان من مدينة جدة، اللعب في ملاعب جديدة يتم بناؤها من قبل شركات تابعة لصندوق الثروة السيادي.
الغسيل الرياضي
وتقول (نيويورك تايمز) إن التحركات السعودية ستجدد الحديث عن استخدام المملكة استثماراتها في الرياضة لصرف الانتباه عن سجلها الحقوقي، وهي الاتهامات التي لاحقتها بعد بطولات LIV للجولف.
وينفى المسؤولون السعوديون بشدة مزاعم “الغسيل الرياضي”، بحجة أن بعض الدوافع وراء اندفاعهم نحو الرياضات العالمية تشمل تلبية احتياجات السكان المحبين للرياضة وتشجيع المزيد من النشاط البدني في بلد تنتشر فيه السمنة ومرض السكري.
شعور بالغبن
وتقول الصحيفة إن تعزيز أفضل 4 فرق بشعبية عالمية في المملكة عن طريق منحهم هؤلاء اللاعبين بتمويل مركزي سيولد شعورا بالظلم لدى بقية الأندية التي لن تتمتع بهذا القدر من الامتيازات.
ومن ضمن الأندية التي قد تشعر بهذا الغبن، هو نادي الشباب، ثالث أكبر ناد في العاصمة الرياض، والذي كان عليه أن يكافح العيش في ظلال منافسيه البارزين، النصر والهلال ومنافسيهما في جدة، الاتحاد والأهلي، والأخير كان قد هبط إلى دوري الدرجة الثانية قبل أن يعود مجددا.
وتضيف أنه بينما تمول وزارة الرياضة السعودية حاليًا تجديدًا كبيرًا لملعب الشباب في شمال الرياض، لكن رئيس نادي الشباب خالد البلطان اشتكى بمرارة من نقص الدعم، مع الحرص على تجنب انتقاد الحكومة أو صندوق الاستثمارات العامة بالاسم.